السجن لرئيس اتحاد الكرة السابق في الجزائر بعد رفضه عضوية "البوليساريو" في "الكاف"
أعطت الجزائر دليلا جديدا على أن ملف الصحراء هو الذي يحر سياساتها في كل المجالات، ويدفعها لاستخدام ورقي "العقاب" و"المكافأة" داخليا تجاه من يعارض أو يتبنى هذا انهج تواليا، وهو ما أكدته إحالة رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم الأسبق، خير الدين زطشي، السجن اليوم الأربعاء، بعد أيام من تعيين الرئيس الحالي، وليد صادي، وزيرا للرياضة.
وأمر قاضي تحقيق الغرفة الثالثة لدى القطب الجزائي الاقتصادي والمالي، اليوم، بإيداع زطشي، الحبس المؤقت بسجن "القليعة"، وفق ما أودته وسائل إعلام جزائري، بعدما وجهت له المحكمة تهما ثقيلة تتعلق بوقائع إبرام عقود مخالفة للإجراء الداخلي لإبرام الصفقات، بغرض منح امتيازات غير مبررة للغير أسفرت عن تبديد المال العام للاتحادية الجزائرية لكرة القدم وبالخزينة العمومية.
المصادر نفسها أوردت أن رئيس "الفاف" خلال الفترة ما بين 2017 و2021، يتابع وفق قانون مكافحة الفساد والوقاية منه، وتحديدا البنود المتعلقة بجنح "إساءة استغلال الوظيفة عمدا، والتبديد العمدي لأموال عمومية والمشاركة في التبديد، مع إبرام عقود مخالفة للأحكام التشريعية والتنظيمية بغرض منح امتيازات غير مبررة للغير، والاستفادة من امتيازات غير مبررة بمناسبة إبرام عقود مع الدولة أو إحدى الهيئات والمؤسسات التابعة لها".
وكان زطشي قد أصبح "مغضوبا عليه" من طرف النظام الحاكم في الجزائر، منذ أن اختار الامتناع عن التصويت على تعديلات على نظام العضوية داخل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم "الكاف"، جرى طرحها أمام الجمعية العمومية الـ 43 التي احتضنتها العاصمة المغربية الرباط، وتحديدا منع انضمام أي "عضو" جديد إلا إذا كان الأمر يتعلق بدولة كاملة العضوية داخل الأمم المتحدة.
واتضح أن هذا القرار مر بالأغلبية دون أن يصوت أي بلد ضده، إذ اختار زطشي الامتناع عن التصويت، ليتم الهجوم عليه إعلاميا بشكل عنيفا داخل الجزائر، على اعتبار أن سلطات هذه الأخيرة كانت تسعى للحصول على العضوية لفائدة "البوليساريو" عبر ما يسمى "الجمهورية الصحراوية"، الأمر الذي دفعه للاستقالة، رغم أن تتويج المنتخب الجزائري بكأس أمم إفريقيا الثانية له كان في عهده.
وبالتزامن مع ذلك، اختار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، "مكافأة" الرئيس الحالي، الذي يرأس اتحاد كرة القدم المحلي منذ 2023، إذ ألحقه بالحكومة الجديدة وعينه وزيرا للرياضة بتاريخ 18 نونبر الجاري، بعدما أظهر عداءً صريحا للوحدة الترابية للمغرب منذ توليه منصبه.
وصادي، كان من بين الذين وقفوا وراء منع فريق نهضة بركان من ارتداء أقمصة عليها الخريطة الكاملة للمغرب بما يشمل الصحراء، ثم قرار انسحاب اتحاد العاصمة، في مبارتي ذهاب وإياب نصف نهائي كأس "الكاف" تواليا، الموسم الماضي، ما أدى إلى إقصاء الفريق الجزائري ومعاقبته بغرامة.